وتستعرض سلسلة الرسائل الجامعية القرآنية، الدراسات التفسيرية التي تعتمد مناهج علمية موضوعية في تناول النصّ القرآني المقدس على وفق مرويات أهل البيت (عليهم السلام)، هذا ما قالت به الباحثة التي جاءت نظراتها وتحليلاتها أقرب فهمًا إلى كلام أهل البيت (عليهم السلام)، وكشفت التلازم المعرفي بين القرآن الكريم والعترة الطاهرة.
وناقشت الرسالة مصطلح الغريب، فالغريب في لغة القرآن الكريم لم يكن بالنسبة لأهل البيت (عليهم السلام) وهم حملة كتاب الله وعدله، بل كان غريبًا على المسلمين المؤمنين من جهة، وعلى المشركين والكافرين الذين أعجزهم القرآن الكريم بألفاظه وتراكيبه ونصوصه، وأبهرهم بحسن رصفه وتنظيمه، فكان لأهل البيت (عليهم السلام) الأثر الواضح في إزالة الإبهامات، ودفع الإشكالات التي ترد على أذهان المستفهمين والمستشكلين، وكانوا المصدر الرئيس لبيان مفاهيم كتاب الله العزيز ومصاديقه.
ويُعد موضوع غريب القرآن من الموضوعات التي أشغلت أقلام العلماء والمفكرين، وأُلّفت فيه مؤلفات متعدّدة، وتوصلت الباحثة إلى أنّ زيد بن علي (ت 120هـ) هو أول من خاض في هذا الميدان، وتبعه في ذلك أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وهو أبان بن تغلب البكري (ت141هـ )، وفي هذا دفع للقول بأنّ أول من ألّف في غريب القرآن، هو أبو عبيدة معمّر بن المثنّى (ت210هـ).
Emad alkabi